في قلب الألم، حيث الحصار والركام، تولد الحكايات. وبين دخان الغارات وأنين الضحايا، ينبعث صوت لا يهدأ… إنه صوت الصحافة الفلسطينية، ذلك السلاح النبيل الذي لا يحمل سوى الحقيقة، ولا يطلق إلا كلمات تصرخ بالعدالة والإنسانية.

✊ الصحفي الفلسطيني… شاهد لا يميل
منذ عقود، يقف الصحفي الفلسطيني في الصفوف الأولى، لا يحمل درعًا يحميه، ولا خوذة تقيه، لكنه يحمل كاميرا وقلمًا يفضحان الظلم، ويوثقان الوجع، ويؤرشفان التاريخ كما هو، لا كما يُراد له أن يُروى. لقد سقط منهم شهداء، واعتُقل منهم أحرار، وتعرضوا للقمع والتضييق، فقط لأنهم قالوا “ها هنا إنسان يتألم”.
🕊️ الصحافة والعمل الإنساني… توأمان لا يفترقان
ليست مهمة الصحافة الفلسطينية مجرد نقل الخبر، بل هي صوت للضعفاء، وصرخة في وجه الصمت العالمي. في كل تقرير ميداني، وفي كل صورة لطفل يبحث عن دوائه أو أم تبكي بين الركام، تمارس الصحافة عملاً إنسانيًا عظيمًا، يتجاوز الحياد المهني إلى الانحياز للقيم والمبادئ.
الصحفي في غزة والضفة والمخيمات لا ينقل الأحداث فحسب، بل يتحول في كثير من الأحيان إلى مسعف، وناشط، ومرشد إنساني، يفتح الأبواب للمنظمات، ويسلط الضوء على من هم بحاجة للنجدة.
💔 حين يصبح الصحفي ضحية أيضًا
لكن المفارقة المؤلمة أن الصحفي الفلسطيني، رغم هذا الدور الإنساني النبيل، غالبًا ما يكون هو نفسه الضحية. ففي وقت تُحمى فيه الصحافة دوليًا، نجد أن الصحفي الفلسطيني يُستهدف عمدًا، وتُقصف مكاتبه، ويُطارد في الميدان.
ورغم كل ذلك، لا يتراجع. بل يواصل أداء مهمته، وكأن كل دمعة يراها تزيد من عزيمته، وكل صورة يلتقطها تُقسم على أن تظل الحقيقة حية.
🌍 رسالة إلى العالم: لا تقتلوا شهود الإنسانية
الصحافة الفلسطينية اليوم، ليست مهنة فقط، بل رسالة سامية، تستحق الدعم والتقدير من كل من يؤمن بالحرية والعدالة. حماية الصحفي الفلسطيني ليست رفاهية، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق المؤسسات الدولية وكل من يرفع شعار حقوق الإنسان.
✒️ خاتمة
في فلسطين، الصحافة ليست مجرد مهنة… إنها جبهة إنسانية تقاتل بالكلمة من أجل الحياة، ومن أجل أن تظل الحقيقة أكبر من الجدران، وأقوى من الرصاص.
تحية لكل صحفي فلسطيني… أنتم ضمير هذا الوطن، وأنتم الأمل.